فيروس كورونا كيف يؤثر على الاقتصاد العالمي

القسم العام

من المتوقع أن تتراجع معدل نمو الاقتصاد مع انتشار فيروس كورونا وتأثيره على تباطؤ حركة التجارة والانتقال بين الدول، حيث قال متحدث باسم صندوق النقد الدولي، نهاية فبراير، إن الفيروس سيكون له تأثير على نمو الاقتصاد العالمي، وإن الصندوق سيخفض على الأرجح توقعاته للنمو نتيجة لذلك.

هل ما يحدث مؤشرات على أزمة مالية واقتصادية عالمية؟

قال أيمن أبو هند خبير الاستثمار ومؤسس ومدير الاستثمار بشركة “أدفايزبول ويلث إنجنز”، لمصراوي، إن ما تمر به الأسواق المالية العالمية خلال الفترة الحالية من حدوث تراجعات عنيفة وتحركات حادة يعبر فقط عن حالة فزع بين المستثمرين بسبب التخوف مما قد يحدث مستقبلا مع انتشار الفيروس مؤخرا وبدء حرب أسعار في مجال النفط هذا الأسبوع.

وأضاف أن بعض المؤشرات التي ظهرت مؤخرا بشأن الاقتصاد العالمي لا تعبر عن حدوث أزمة ولكنها مجرد تباطؤ في حركة التجارة، وخفض توقعات النمو لم يحدث حتى الآن على أرض الواقع، ولا يزال العالم في انتظار نتائج الربع الأول من العام الجاري والذي ينتهي بنهاية مارس، للتأكد من حدوث تأثير فعلي على الاقتصاد.

وأشار أبو هند إلى أنه لا يوجد سبب اقتصادي لحدوث أزمة عالمية مثل حدوث زيادة في الديون المتعثرة أو غيرها، كما أن الأزمة تسبقها أحداث اقتصادية تعد تمهيدا قويا لوقوعها، مثلما حدث في أزمة 2008 والتي سبقها إفلاس بنك ليمان براذرز، وبيع بنوك أخرى، وبدء أزمة ائتمان.

وذكر أنه ربما يتأثر الإنتاج العالمي خلال شهري فبراير ومارس ولكن قد يتم تعويض هذا الإنتاج في حالة السيطرة على آثار الفيروس نهاية الشهر الجاري خاصة مع تقديم محفزات للمصانع في الصين واليابان مثل توفير قروض بدون فوائد، حيث سيؤدي ضخ الأموال إلى زيادة الإنتاج وتعويض النقص وبالتالي عودة الأسواق إلى طبيعتها.

واعتبر أبو هند التراجعات الأخيرة في الأسواق العالمية أمرا إيجابيا، رغم أنه عنيف، “فهو بمثابة حركة تصحيح لهذه الأسواق بعدما وصلت أسعار الأسهم إلى مستويات مرتفعة جدا، وبالتالي ما يحدث هو أمر مفيد لهذه الأسواق فيما

كيف توسع مشروعك وتحقق المزيد من الارباح؟ 10 طرق لتوسع نشاطك التجاريبعد”.

وأصدر مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي“، قرارا طارئا بخفض أسعار الفائدة ، بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نطاق من 1 و1.25%، بهدف حماية أكبر اقتصاد في العالم من آثار فيروس كورونا.

وخفضت الصين سعر الإقراض الرئيسي الشهر الماضي إذ تتحرك لخفض تكاليف تمويل الأنشطة التجارية ودعم الاقتصاد بعد التفشي الكبير لفيروس كورونا في البلاد، وذلك ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات لتخفيف الأثر على النمو.

وفي رسالة لبث الثقة في الاقتصاد العالمي، قال تشن يولو نائب محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، الشهر الماضي، إن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني قصير الأمد ومحدود، وإن بكين واثقة تماما من انتصارها في الحرب على هذا الوباء.

ونقل التلفزيون المركزي الصيني (سي.سي.تي.في) عن تشن قوله إن الصين لديها أدوات كثيرة في مجال السياسة من أجل إدارة الاقتصاد كما أن سياستها النقدية التيسيرية لم يطرأ عليها تغيير، بحسب وكالة رويترز.

ما هو إدارة المخاطر ، كل ماتريد ان تعرفه! Risks Management

تأثير فيروس كورونا على النمو الاقتصادي الصيني والعالمي

أشارت مديرة صندوق النقد كريستالينا جورجيفا إلى توقع الخفض خلال اجتماع مع مسؤولي وزراء المالية من أكبر 20 اقتصادا في العالم في الرياض، الشهر الماضي، وقالت في بيان، إن تفشي الفيروس سيقلص على الأرجح نمو اقتصاد الصين هذا العام إلى 5.6%، بانخفاض 0.4% عن توقعاتها في يناير الماضي، وسيخصم 0.1% من النمو العالمي.

وتشهد الأسواق العالمية تحركات عنيفة وانخفاضات حادة في الأسابيع الأخيرة، بسبب تداعيات فيروس كورونا، والتي انضم لها هذا الأسبوع حرب أسعار البترول التي أعلنتها السعودية على روسيا بعد أن فشلت أوبك في الوصول إلى اتفاق بشأن خفض إضافي في إمدادات النفط.

وفقدت أسعار النفط ما يصل إلى ثلث قيمتها اليوم الاثنين في أكبر خسائرها اليومية منذ حرب الخليج عام 1991، بعد أن أشارت السعودية إلى أنها سترفع الإنتاج لزيادة الحصة السوقية فيما يتسبب تفشي فيروس كورونا بالفعل في فائض بالإمدادات في السوق.

 نظريات المؤامرة القائلة بأن فيروس كورونا حرب ممنهجة

كما تناول بعض الكتّاب نظريات المؤامرة القائلة بأن فيروس كورونا تسرب من أحد المختبرات، حيث كان يخضع لتطوير ليصبح سلاحا بيولوجيا.

تقول شيماء شعبان في جريدة الأهرام المصرية في مقالها المعنون “هل كورونا حرب بيولوجية؟!”، “مما لا شك فيه أن الفيروسات التي اجتاحت العالم مؤخرًا مٌصّنعة بتقنية عالية، وأثبت ذلك أن الحرب المقبلة ليست حربًا تقليدية بإطلاق الصواريخ والمدافع والطائرات الحربية وارتداء الزي العسكري، والاشتباك بالأسلحة عن قرب؛ بل حرب بيولوجية يكون فيها العلم والتقنيات الحديثة والبحث العلمي والمعروف أن السلاح البيولوجي هو أحد أدواتها وأسلحتها في تدمير الاقتصاد”.

كما يشير أيمن حسين في “الوطن” العمانية إلى أن “الحرب التجارية التي اندلعت بين الولايات المتحدة والصين قبل سنوات، أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وازدادت حدة المعركة بين واشنطن وبكين، وطلبت كل دولة من أجهزتها الدعم والمساندة”.

ويضيف “الصين تتسلح بقدراتها على الإغراق الاقتصادي لأي سوق؛ بينما تبقى التكنولوجيا الأمريكية درعا دفاعيا والنانو تكنولوجي سيفا هجوميا، ومن غير المستبعد أن تكون الأجهزة المخابراتية الأمريكية لها دور في صناعة الوباء”.

 

المصادر

bbc/youm7/masrawy/sa.investing

×