الذكاء الاصطناعي

تقنية

الذكاء الاصطناعي ربما يكون الحدث الأبرز في تاريخ البشرية على الإطلاق. البعض يعتقد أنه سيقدم الحلول التي تحتاجها البشرية لكي تتطور وتصل إلى مستوى الرفاهية التي تطمح إليه منذ آلاف السنين.

الذكاء الاصطناعي

ما هو الذكاء الاصطناعي ؟

 هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. إلا أنَّ هذا المصطلح جدلي نظراً لعدم توفر تعريف محدد للذكاء.

يستخدم الروبوت أسيمو أجهزة الاستشعار وخوارزميات ذكية لتجنب العقبات والتحرك على الدرج.

الذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب. تُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه “دراسة وتصميم العملاء الأذكياء”، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه. صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956،  وعرَّفه بنفسه بأنه “علم وهندسة صنع الآلات الذكية”. ويعرّف أندرياس كابلان ومايكل هاينلين الذكاء الاصطناعي بأنه “قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح، والتعلم من هذه البيانات، واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن”.

كيف نشأ الذكاء الاصطناعي ؟

تأسس هذا المجال على افتراض أن مَلَكة الذكاء يمكن وصفها بدقة بدرجة تمكن الآلة من محاكاتها.  وهذا يثير جدلاً فلسفياً حول طبيعة العقل البشري وحدود المناهج العلمية، وهى قضايا تناولتها نقاشات وحكايات أسطورية وخيالية وفلسفية منذ القدم. كما يدور جدل عن ماهية الذكاء وأنواعه التي يمتلكها الإنسان، وكيفية محاكاتها بالآلة. كان وما زال الذكاء الاصطناعي سبباً لأفكار شديدة التفاؤل، ولقد عانى نكسات فادحة عبر التاريخ، واليوم أصبح جزءاً أساسياً من صناعة التكنولوجيا، حاملاً عبء أصعب المشاكل في علوم الحاسوب الحديثة.

إن بحوث الذكاء الاصطناعي من الأبحاث عالية التخصص والتقنيَّة، لدرجة أن بعض النقَّاد ينتقدون “تفكك” هذا المجال. تتمحور المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي حول مشاكل معينة، وتطبيق أدوات خاصة وحول اختلافات نظرية قديمة في الآراء. تتضمن المشاكل الرئيسية للذكاء الاصطناعي قدراتٍ مثل التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط والتعلم والتواصل والإدراك والقدرة علي تحريك وتغيير الأشياء. كما ولا يزال الذكاء العام (أو “الذكاء الاصطناعي القوي”) هدفاً بعيد المدى لبعض الأبحاث في هذا المجال.

ما هو الذكاء الاصطناعي تحديداً ؟

الذكاء الاصطناعي هو علم من خلاله يُمكن منح الآلات القدرة على التعلم عن طريق التجربة. وذلك من خلال التعامل الذكي والتأقلم مع المعطيات الجديدة التي تحصل عليها، والذي بدوره يمكنها من تنفيذ المهام المطلوبة حتى ولو كانت في ظروف جديدة كلياً، أو كانت مهام جديدة كلياً (أي لم تنفذها من قبل). هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يمكن الآلة من التفكير وتنفيذ المهام على طريقة البشر.
من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن للروبوت أن يتعلم لعب الشطرنج أو قيادة السيارة بدون أي مساعدة من الإنسان.

كل هذا يتم عن طريق تدريب هذه الآلات باستخدام عدة خوارزميات حتى تستوعب كل البيانات التي تحصل عليها، وتتعلم منها بشكل عميق باستخدام أكثر من تكنولوجيا مثل التعلم العميق (deep learning)، أو الشبكات العصبية (neural network).

للتوضيح

هل تتذكر وأنت طفل صغير يملؤه الفضول وتحاول أن تستكشف كل شئ حولك، ربما اقتربت من إناء ساخن، و كلما أخبرتك والدتك بألا تلمسه كلما ازداد فضولك، و عندما لمسته شعرت بدرجة الحرارة فابتعدت عنه.هكذا تعلمت ألا تقترب من أي إناء على النار.

هذه هي أفضل وأكثر طريقة يستخدمها الإنسان في مختلف العصور لكي يتعلم، عن طريق التجربة والاختبار بنفسه. هذا هو الفارق الرئيسي بين الإنسان والآلة.

الآلة تنفذ مهامها بناءاً على المعطيات التي لديها فقط، النظام التي تم برمجتها عليه، وهذا ما أراد تغييره العلماء حيث أنهم أرادوا أن يجعلوا الآلات تحاكي البشر، تتعلم مما يحيط بها من معلومات حتى تنفذ المهام بكفاءة أعلى بصورة تشبه البشر.

هذا هو ببساطة مفهوم الذكاء الاصطناعي، وقد كان الغرض الرئيسي من تطوير هذه التكنولوجيا هو مساعدة البشر، فالبشر يصيبهم الارهاق والتعب أو حتى الملل بسبب تكرار مهمة معينة، كما أنهم في كثير من الأحيان يغفلون عن أشياء مهمة بحكم أنهم بشر يتأثروا بالمشاعر وما يحدث حولهم أو ربما بسبب النسيان.

الذكاء الاصطناعي يغير عالم التسويق بالبريد الإلكتروني

على الرغم من أن البريد الإلكتروني ليس قناة جديدة في التسويق الرقمي، إلا أنه لا يزال واحداً من أكثرها إنتاجية للشركات.

في الواقع، وفقاً لـ Campaign Monitor، لكل دولار يتم إنفاقه، يولّد التسويق البريدي 38 دولاراً كإيرادات.

ونظرا لأهمية البريد الإلكتروني لكثير من الشركات، فليس من المستغرب أن استخدام الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي (ML) على وجه التحديد، يتزايد بين المسوقين بالبريد.

فيما يلي نظرة على الكيفية التي يتم بها تطبيق الذكاء الاصطناعي على التسويق البريدي.

الاختبارات متعددة المتغيرات واختبارات A / B

المسوقون الخبراء يستخدمون الاختبارات متعددة المتغيرات واختبارات A/B منذ سنوات، ولكن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يسمح للمسوقين الآن بالقيام بهذه الاختبارات بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

هناك عدد متزايد من الشركات التي تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومنصات اختبار تعمل بالتعلم الآلي، والتي تمكّن المسوقين من تصميم تجارب أكثر فائدة، والتي تقدم التنبؤات المفيدة و تحدد بسرعة أكبر الاتجاهات العامة، وتحدّد الفروق الدقيقة بين الاختبارات التي قد لا ينتبه لها المسوق دون مساعدة من الذكاء الاصطناعي.

بعض المنصات، مثل Optimail، تقدم للمسوّقين بالبريد الإلكتروني القدرة على تحسين حملاتهم بشكل مباشر، مما يقلّل من خطر انخفاض العائدات أثناء تشغيل الاختبارات.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية

ربما تعلم هذه الحقيقة أو لا، ولكنك عزيزي القارئ تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقريباً كل يوم في أنشطتك العادية.

كيف تتمكن خرائط جوجل من التنبؤ بأماكن الازدحام حتى تساعدك على اختيار أفضل طريق لكي تصل إلى وجهتك، وكيف تتمكن من حساب الوقت الذي تستغرقه لكي تصل من مكان لآخر، وتقوم بتغير ذلك الوقت تبعاً للسرعة التي تمشي بها وأيضاً ازدحام المرور بشكل لحظي.

هل استخدمت تطبيقات اوبر أو كريم في يوم من الأيام؟ كيف تعتقد أنهم يحسبون تكلفة كل رحلة طبقاً لعدد الدقائق والمسافة التي تقطعها، وأيضاً كيف يمكنهم معرفة أماكن الازدحام وتغيير تكلفة الرحلات طبقاً لهذه المعلومات بشكل لحظي.

دعنا نتحدث قليلاً عن بعض إمكانيات الهاتف الذي تحمله في جيبك أو ربما تقرأ هذه الكلمات من خلاله. ألا تستخدم مساعد جوجل Google assistant، أو siri إن كنت تملك آيفون لكي تبحث عن شئ ما أو لكي تفتح تطبيق معين.

كيف يتمكن هاتفك من تحويل الجمل التي تخبره بها إلى كلمات، كيف وأنت تكتب على الكيبورد يتمكن الهاتف من توقع الكلمات التي تريد كتابتها قبل حتى أن تكتب أول حرف فيها.

الم تستخدم أي تطبيق لعمل مسح (scan) لأي كود، أو ربما استخدمت هاتفك للدخول على موقع واتساب من خلال الحاسوب، واستخدمت كاميرا الهاتف لمسح الكود الخاص بك. كيف يتمكن الهاتف من معرفة كل تلك الأمور.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مواقع السوشيال ميديا

، فلن أتحدث عن كيف يتمكن جوجل من التنبؤ بما تريد أن تبحث عنه قبل حتى أن تكتبه وكأنه يدخل إلى عقلك ليعرف فيما تفكر.

ولن أتحدث عن اليوتيوب الذي يعدل من واجهته عندما تدخل إليه في كل مرة ومن أي جهاز، ويقدم لك الفيديوهات التي تناسب اهتماماتك بشكل دقيق للغاية، حتى يجعلك تقضي ساعات وساعات عليه.

ولكن سأتحدث أكثر عن فيسبوك، ألم تسأل نفسك كيف يتعرف فيسبوك على صورك وصور أصدقائك وبيانات ومعلومات كل من تتعرف عليهم وتقابلهم بشكل يومي.

عندما تنشر صورة مجمعة لك ولبعض أصدقائك وترغب في عمل تاج (tag) حتى تشارك الصور معهم، ألا تجد فيسبوك يتعرف عليهم عندما يتحرك الماوس الخاص بك على وجوههم حتى تقوم بعمل تاج بشكل تلقائي تقريباً.

عندما تقابل شخص لأول مرة وتتحدث معه، وبعدها بعدة ساعات عندما تفتح الفيسبوك تجده يرشح لك هذا الشخص نفسه لكي ترسل له طلب صداقة. ألا يحدث ذلك معك في كل مرة تقابل أو حتى تتحدث مع شخص جديد على برامج الشات.

هل ركبت طائرة في يوم من الأيام؟ هل تعلم أن الطيار الذي تأتمنه أنت على حياتك في الهواء يقود الطائرةبنسبة 10% فقط تقريبا من الرحلة – غالباً يكون هذا في وقت الإقلاع والهبوط – وأن الطيار الآلي (auto-pilot) هو من يقود الطائرة باقي الرحلة.

عندما تبحث في أحد المتاجر الإلكترونية الكبيرة عن شيء ما، وتجد المتجر يرشح لك منتجات معينة طبقاً لما اشتريته في الماضي والماركات التي تفضلها، يحدث هذا الأمر مع ملايين المستخدمين على موقع أمازون وغيره من المتاجر الكبيرة.

هذه فقط بعض التطبيقات التي تتعامل معها أنت يومياً، والتي تعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي وتقنياته الحديثة في معالجة البيانات واتخاذ القرارات.

المصادر :

اترك تعليقاً

×